الاثنين، 27 أكتوبر 2014

تاريخ أجيال شبكات الإتصال اللاسلكية

شبكات الاتصالات شهدت تطور كبير منذ ثمانينات القرن الماضي وذلك بعد إطلاق اليابان للشبكة في جيلها الأول ولتستمر شبكات الاتصال بالتطور حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من قدرة عن نقل اتصالات الفيديو والبيانات بمعدلات كبيرة.


في كل جيل تم تطويره، كان هناك العديد من التحسينات التي تخرج على شكل أنصاف، مثل 2.5 أو 3.5 وما هي سوى إضافات بسيطة تكون في التعديل مثلًا على الهيكلية الخاصة بآلية عمل الشبكة.

G1



الشبكة الأولى التي تم إطلاقها للعمل كشبكة للاتصالات الخليوية هي شبكة G1 وتم إطلاقها من قبل شركة NTT اليابانية عام 1979. وكانت الشبكة مقتصرة فقط على القطاع الصناعي أو الشركات فقط في اليابان، ولكن هذا الأمر لم يدم أكثر من 5 سنوات حتى أصبحت الشبكة تغطي اليابان كلها لتكون الدولة رقم 1 التي تقوم بتشغيل شبكة G1.
في عام 1981 تم إطلاق شبكة NMT في كل من الدنمارك والسويد وفنلندا وكانت تعمل بنظام G1 ولكنها كانت الشبكة الأولى التي تتيح استخدام الشبكة أثناء التنقل. وتبعت أمريكا هذه الدول في عام 1983 عندما قامت شركة Chicago-based Ameritech بالتعاون مع هواتف موتورولا بإطلاق خدمة تعمل بهذه التقنية.

 G2



الجيل الثاني من الاتصالات تمتع بقدرة نقل بيانات حدها الأقصى هو 114 Kbps، وقد تم إدخال تقنيات ال G2 للعمل في بداية التسعينات من القرن الماضي وكانت تعتمد منذ البداية على الإتصالات اللاسلكية، ولكن تم تحسين هذه الشبكة وإطلاق الجيل الثاني منها لتتضمن المزيد من الخدمات الصوتية والإيميل والرسائل النصية.
الجيل الثاني واجه مشكلة في ثورته عندما بدأت الشركات بتطوير هذا الجيل مما جعله غير متوافق  عند الدول، فمثلًا أمريكا عملت ب 3 أنظمة مختلفة في أمريكا وحدها وأنظمة أخرى في أوروبا واليابان. وكانت أول إضافة لرسائل ال MMS - Multimedia Message Service وكانت كذلك أول شبكة تعمل على نقل البيانات للإستفادة من الإنترنت.
ولم يطل الأمر حتى يتم تحسين الجيل الثاني إلى 2.5G وفي هذا التعديل وصل معدل النقل للبيانات إلى 1 Mbps.

G3



 أو كما يمكن تسميتها IMT-2000 وقد تم تطوير عديد النسخ من الخدمات لهذا الجيل والذي تم تقدير معدلات النقل فيها من 153 Kbps حتى 14 Mbps. تم إطلاق الجيل الثالث في بداية الألفية الجديدة بعد عمل كبير استمر لقرابة العقدين من قبل الاتحاد الدولي للإتصالات. وكالعادة كانت اليابان هي السبّاقة بالإعلان عنها في عام 1998 ولكنها لم تطلقها إلّا في شهر أكتوبر من عام 2001.
تضمنت هذه التقنية الجديدة كل الخدمات في تقنيات الإتصال السابقة مع خدمات جديد مثل اتصال الفيديو وتحسين على خدمة الوصول للإنترنت من الموبايل و Mobile-TV وال GPS.
وفي نسخة محسّنة من هذا الجيل تم إطلاق 3.5G وكان أقصى معدل نقل لهذا الجيل يتراوح بين 42 Mbps و 84 Mbps.

4G



الجيل الرابع من الإتصالات اللاسلكية تم تطويره من الجيل الثاني والثالث بشكل ملحوظ حتى يصل لما هو عليه الآن من كفاءة عالية وسرعة في نقل البيانات. وقد تم عرض المخطط الأولي للجيل الرابع في عام 2002 وكانت شركة KT الكورية هي أول شركة تقوم بإطلاق خدمة من خدمات الجيل الرابع وكانت هذه الخدمة هي WiMAX المتعلقة بالاتصال بالإنترنت وذلك في شهر أبريل من عام 2006.
ولكن حسبما تم وضع المعايير الخاصة للجيل الرابع، اعتبرت ال WiMAX وعديد التقنيات الأخرى التي عملت بناءً على الجيل الرابع غير مؤهلة، حتى تم تقديم تقنية ال LTE Advanced في شهر ديسمبر من عام 2009 في السويد كأول دولة تقدم هذه التقنية بشكل تجاري. ال LTE هي التقنية الأقرب لما تم وضعه من معايير متعلقة بسرعة نقل البيانات و Bandwidth أكبر حيث يصل أقصى معدل نقل للبيانات إلى 100 Mbps وامكانية مشاهدة القنوات التلفازية بوضوح كبير على الأجهزة المزوّدة بالبروتوكولات اللازمة للتعامل مع الخدمات الخاصة بالجيل الرابع.


بالنهاية يجب الذكر بأن أي جهاز يعمل بتقنية ال 4G لن يكون من الضرورة أن يكون أسرع في نقل البيانات من جهاز آخر يعمل على تقنيات الجيل الثالث 3G. فالأمر يتعدى ذلك، ويكون للشبكة المزوّدة للخدمة دور في تحديد السرعة، فإذا كانت شبكة الإتصالات التي تزوّدك بالخدمة تقدّم خدمة سيئة تتبع الجيل الرابع، حينها قد يكون الجيل الثالث أفضل. والصورة أعلاه خير دليل حيث أن بعد خدمات الجيل الثالث قد يصل معدل نقلها ل 10 Mbps بينما هناك خدمات تتبع الجيل الرابع يصل معدل نقلها للبيانات ل 5 Mbps.

الجمعة، 10 أكتوبر 2014

الصكوك أداة إسلامية مرغوبة عالميا.. ممنوعة كويتيا

يتجه عام 2014 ليكون عاماً تاريخياً بالنسبة لإصدارات الصكوك حول العالم الاسلامي وغير الإسلامي، فهذه الأداة الاسلامية تغزو معظم الأسواق لتصبح مرغوبة ومطلوبة على مستوى دولي غير مسبوق.. فقد وصل حجمها أكثر من 300 مليار دولار خلال السنوات القليلة الماضية، ومع ذلك تبقى هذه الاداة المالية ممنوعة محلياً في الكويت، انها فعلاً مفارقة غريبة عجيبة تدعو للتساؤل عن سر التقصير الذي كان لدى بنك الكويت المركزي، وانتقل الى هيئة الاسواق.. تقصير بات معيباً ومثيراً للشكوك.
فمنذ سنوات طويلة ونسمع عن تشريعات ستصدر في الكويت للسماح بإصدارات الصكوك وتسويقها، لكن شيئا من هذا القبيل لم يتحقق على الرغم من ان الكويت رائدة في العمل المالي الاسلامي، والمال الكويتي حجر اساس في الكثير من تجارب الصيرفة الإسلامية حول العال.
فعلى الرغم من وجود مشروع قانون للصكوك الاسلامية في الكويت مطروح للنقاش منذ اكثر من 9 سنوات لم ينجح البنك المركزي في الدفع نحو اخراج هذا القانون الى النور رغم الطلب الكبير على الصكوك محلياً واقليمياً وعالمياً، والرغبة المتزايدة في التمويل وفق احكام الشريعة الاسلامية والتمويل طويل الأجل.
ثم انتقل الملف برمته الى هيئة أسواق المال، كون أداة الصكوك تحت نطاق الادوات الاستثمارية، ومر على تأسيس الهيئة ما يزيد على 4 سنوات، ورغم اصدارها مئات التعليمات والقرارات والتعاميم الا انه لم يدر في خلدها العمل على مشروع استراتيجي طويل الأجل يخدم الكويت ونظامها المالي.
ألم تعلم الجهات الرقابية والتشريعية انه بغيابها عن تشريعات ضرورية كالصكوك تعتبر شريكا أساسيا في المضاربات التي تحدث يوميا؟ لانه ببساطة لا توجد أدوات كثيرة أو قنوات بديلة تستوعب كل السيولة لدى أصحاب رؤوس الأموال والطامحين نحو استثمار شرعي آمن او الباحثين عن فرص متجددة مختلفة غير تقليدية.
ورغم مرور9 سنوات على الرغبة السامية بتحويل الكويت إلى مركز مالي، لم تثمن أي جهة قيمة الوقت ولم تسارع الزمن نحو سن التشريعات وايجاد التسهيلات اللازمة وتهيئة البنية التحتية للمركز المالي حتى تستوعب كل الادوات المالية. مصدر مصرفي يسأل: هل يوجد مفهوم آخر لدى الاجهزة الرقابية لمفهوم المركز المالي غير انه يعني ببساطة البنية التشريعية المناسبة التي هي الاساس وحجر الزاوية في مفهوم المركز المالي المتطور؟
أليس مدعاة للاستغراب ان يكون في الكويت 5 بنوك اسلامية تنافس على %50 من سوق التمويل المحلي ولا يمكنها اصدار او تسويق أداة مثل الصكوك؟
مع العلم ان التشريعات واضحة في كل دول العالم ولن نعيد اختراع نظام جديد للصكوك، التي هي أداة تعامل مالي إسلام�

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

اسباب افلاس كوداك بعد نجاح دام 133 عام

http://www.arbi.ws/jds/wp-content/uploads/%D8%A8%D9%84%D8%A7.png

كما سمعنا جميعاً ، إفلاس شركة كوداك العريقة في صناعة الكاميرات ، سأحاول في هذه المقالة سرد أسباب فشل هذه الشركة بعد تاريخ حافل بالنجاحات يمتد الى 133 عام . وكيف كان بإمكانها تجنب ما حصل ، وما الدروس المستفادة من هذه الحالة .
تأسست شركة كوداك عام 1892 على يد جورج ايستمان وهي شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال معدات التصوير و مواده وأدواته مقرها الرئيسي في نيويورك .
اشتهرت الشركة بمنتجاتها من أفلام التصوير الضوئي ، خلال القرن الماضي كانت أيقونة هذه الصناعة و وصلت حصتها الى 90 % في السوق الأميركي .
منذ أواخر التسعينيات بدأت الشركة سلسلة من المعاناة المالية نتيجة إنخفاض مبيعات أفلام التصوير لظهور الكاميرات الرقمية ( التقادم التكنولوجي ) . ولم تعد تظهر ضمن قائمة داوجونز لأكبر 30 شركة أميركية منذ 2004 و لم تحقق الشركة أية أرباح تذكر منذ العام 2007 . وكان سعر سهم الشركة المدرج في بورصة نيويورك بلغ أقل من دولار واحد وحذرتها إدارة البورصة من شطب اسمها من القوائم ان استمر الوضع على ما هو عليه .
منذ بدايات الشركة اتبعت استراتيجية تدعى razor-blade strategy وتعني بيع منتجات ( كاميرات ) رخيصة و الحصول على حصة سوقية كبيرة من أفلام و أوراق التحميض . كانت مبادئ عمل الشركة :
إنتاج كبير ، تكلفة منخفضة ، انتشار عالمي ، إعلان قوي ، تركيز على الزبون و النمو من خلال البحث المستمر .
لأن الحالة التي سنتحدث عنها اليوم استراتيجية بإمتياز ، فلايمكن شرحها بغير النظر من هذه الزاوية ، فشركة عمرها 133 عام وعانت من مشاكل في آخر 30 عام من حياتها .. تلك مشاكل استراتيجية حتماً ويجب تحليلها بهذا الشكل ..
السبب الأول : التناقض بين الاستراتيجية المنطقية و الاستراتيجية الإبتكارية .
وقعت الشركة في مأزق المقارنة بين طريقة التفكير العقلانية و طريقة التفكير الإبتكارية لحل المشاكل التي اعترضتها . في حين تركز الطريقة العقلانية على التطبيق الصارم لأساليب حل المشاكل بالمنطق ، بينما تركز الطريقة الإبتكارية على الحدس والبديهة مما يجعل المدراء يستخدمون مهاراتهم الإبتكارية والتفكير بشكل غير تقليدي .
بدأت تتصاعد الصعوبات في 1984 عندما دخلت شركة fuji اليابانية السوق الأمريكية .لكن كوداك رفضت الإقرار بأن المستهلك الأميركي قد يغير شرائه إلى ماركة غريبة عنه . افتتحت فوجي مصنعاً في الولايات المتحدة وبدأت بحصد المزيد من حصة السوق للأفلام و أوراق الطباعة .
وأيضاً في أواخر الثمانينيات تمسكت الشركة بتصور جوهري حول نمط عملها مما جعلها لا تميز التغير الوشيك في الصناعة وهو العصر الرقمي .
تمسك الشركة نابع عن كونها تطبق الاستراتيجية المنطقية في عملها ، حيث إنها كانت الرائدة في صناعتها وتعتقد أن أي تغيير سيحصل لن يؤثر كثيراً عليها .
أما الطريقة الإبتكارية في عمل الشركة ، كان يجب عليها أن تطرح تساؤلات وتصورات حول السيناريو المستقبلي مع هذا التغير الحاصل .

السبب الثاني : التناقض بين التغيير الجذري الثوري والتغيير البطيئ التدريجي
حتى عندما تضع الشركة استراتيجية عملها ، عليها دائما البحث عن الطريقة المثلى لتطبيقها بما يتوافق مع التغيرات . دائما هناك وجهتا نظر ، الأولى تقول أن التغيير يجب أن يكون تدريجي و ثوري أي يشمل كل نواحي العمل ، و الثانية تعتبر التغيرات يجب أن يتماشى معها بطريقة لطيفة سلسة .
ظهرات المؤشرات في 1981 عندما أعلنت شركة سوني أنها سوف تطرح Mavica وهي كاميرا رقمية بدون فيلم ويمكنها عرض الصور على شاشة التلفزيون ويمكن بعدها طباعة الصور على الورق .
رأت كوداك أنه من الصعب تصديق أن شيئاً ما سيكون مربحاً كالأفلام التقليدية التي كانت رائدة بها ، وحينها اعترف المدير التنفيذي للشركة أن عليهم التصرف سريعاً لكن من خلال دمج تقنية الأفلام والتحميض مع تكنولوجيا جديدة ! . ( لاحظ عدم قبول التغيير الجذري ) .
رغبت كوداك بالتماشي مع هذا التطور لكن بشكل بطيئ حتى لا تتسبب بالآلام للشركة من خلال التغيير الجذري في نمط العمل . لأنها عملية ليست سهلة أن تتخلى عن إرث 100 عام من الريادة في مجال الأفلام والتحميض الكيماوي وتدخل مجال التكنولوجيا الرقمية الجديدة كلياً .
السبب الثالث : التناقض بين الأسواق و الموارد في الاستراتيجية
طرحت كوداك تساؤلا حول ماهية المورد الحقيقي للميزة التنافسية التي تملكها ؟ هل على الشركة إعادة التموضع بشكل يجعلها تستفيد من إيجابيات تغير الأسواق ، أم أنه عليها البقاء على حالها و مواردها الأساسية ؟ .
بدت المشكلة واضحة ، تسيطر كوداك على إمكانياتها التصنيعية في الأفلام و أوراق الطباعة وكيماويات التحميض و معالجة الصور ، لكن العصر الرقمي مختلف كلياً ، فهو يعتمد على التكنولوجيا . وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها كوداك أن تبحث عن المستقبل من وراء الأفلام
أعلنت الشركة في 2003 عن تغير استراتيجيتها لتتوسع الى العصر الرقمي من خلال أسواق المستهلكين و التجاريين و المنتجات الخاصة بالطب ( أجهزة التصوير الشعاعي ) . كما وأنها حاولت دخول مجال الشاشات و الطباعات الحبرية لبناء مزايا تنافسية جديدة لها .
السبب الرابع : التناقض بين التنافس و التعاون
كيف يجب أن تتعامل الشركات من المنافسين ؟ هناك وجهتا نظر متناقضتين ، الأولى تقول بوجوب أن تكون العلاقات معهم بالحد الأدنى وتحت شروط صارمة ، بينما الأخرى ترى ضرورة أهمية بناء علاقة مع المنافسين لتشجيعهم على قبول الإندماجات و الاستحواذات خاصة في حالة المنافسين الصغار . عندما تستحوذ شركة ما على منافس صغير فإنها تحصل على فرصة الدخول الى سوق جديد لم تكن تعطيه الاهتمام الكافي وكذلك تبني إمكانيات إنتاج وتكنولوجيا جديدة من خلال ما يقدمه هذا المنافس .
وقعت كوداك في هذا المأزق أيضاً حيث أنها قامت ببعض الاستحواذات لمحاولة لملمة الفشل الذي حل بها ، لكن كانت بالكاد تتعاون مع بعض المنافسين الصغار . كان على الشركة أن تحدد موقفها بدقة أكبر و تتجه نحو الاستحواذ والاندماج مع كافة المنافسين الذين يتيحون لها إمكانيات جديدة ، ( لاحظ كيف أن غوغل اسبوعياً تستحوذ على منافس صغير جداً يطور تقنية معينة ، هذا الاستحواذ يقدم منافع للطرفين ، غوغل تكسب تقنية جديدة بثمن رخيص نسبياً و تبعد منافس من الساحة قد يكبر لاحقاً ، و الشركة تكسب شرائها بسعر لم تكن تتوقعه من قبل وتبقى في إدارة مشروعها )
السبب الخامس : التناقض بين التوجه إلى العالم أم البقاء على المستوى المحلي
يغري الإنطلاق إلى العالم معظم الشركات مما يدفعها للتسرع إلى هذا المجال ، حتى تقع في مشكلة إختلاف الثقافات و نمط الزبائن وسلوكياتهم وعاداتهم الشرائية . وايضا يغري البقاء على المستوى المحلي الكثير من الشركات فهي تعرف أسواقها وزبائنها وتقنياتها ومنافسيها جيداً وتسيطر على حصة كبيرة ، فلم الإنطلاق نحو المجهول وراء دافع المزيد من الربحية ؟
إذن يمكن القول أن كوداك لم تتمكن من تحديد مستقبلها بشكل فعال ، وتعتبر مثال عن حالات فشل استراتيجية وقعت بها الشركات ، لم تتمكن من إدراك المستقبل الرقمي بسرعة ، وعندما تيقنت من هذا ، كانت ردة فعلها بطيئة للإستجابة للتغير المستمر .. هذا التغير كان أشبه بموجة مد عالية أطاحت بكوداك التقليدية .. للأسف كان بإمكان كوداك إستثمار مليارات الدولارات التي تجنيها من منتجاتها التقليدية وخاصة في المجال الطبي لأن تعيد هيكلة نفسها لتسيطر أيضاً على العصر الرقمي الجديد ايضاً .
الدروس المستفادة :
1- على كل الشركات التجاوب مع ( مأزق الإبتكار ) أو ( حل الإبتكار ) وتعني أن هناك أشياء قد تحدث ( ابتكارات جديدة مثلاً ) قد تطيح كلياً بأعظم شركة مهما بلغت ( كوداك حينها كان عمرها 100 عام )
2- لا ينبغي على الشركات البقاء على الجانب الآمن و عد المليارات التي تجنيها فقط .
3- على الشركات التفكير دوماً في أي صناعة تعمل هي الآن ، لأن منافسيها يقومون بذلك ، والصناعات تتغير أشكالها على مر الزمن . والمثال أن جونسون أند جونسون لم تكن تفكر بصناعة العدسات اللاصقة للعيون ، مع أنها تملك التقنية اللازمة .. وعندما فكرت من جديد بصناعتها بشكل صحيح رأت أن هذه الصناعة يجب أن تدخلها وهذا ما حصل فعلاً .
4- يجب أن يكون لدى الشركات فريق عمل مستقل مهمته تدمير الشركة من خلال إدخال منتجات جديدة ! ، أو إبتكار تكنولوجيا جديدة تؤدي إلى نسف التكنولوجيا الحالية التي تعمل بها .
5- يجب أن تشتري الشركات الكبرى شركات صغيرة تطور تكنولوجيا جديدة يمكن أن تفيدها في عملها الأساسي . ويجب الحذر هنا حيث إن إنتظرت الشركة إلى أن تدخل هذه التكنولوجيا حيز التنفيذ فإنه سيكون من المكلف جداً شرائها . والمثال واضح .. كان لدى ياهو ومايكروسوف فرصة شراء غوغل من قبل .. لاحظ ماذا تفعل بهم اليوم.

أخيراً ، نأخذ عبرة من هذه القصة أن التطور والتغير الحاصل في البيئة الخارجية للشركة يستدعي حتماً التدخل و التصرف بشكل ما ، وقد يكون هذا التغير فرصة جديدة أو يؤدي بك للإفلاس