الاثنين، 27 أكتوبر 2014

تاريخ أجيال شبكات الإتصال اللاسلكية

شبكات الاتصالات شهدت تطور كبير منذ ثمانينات القرن الماضي وذلك بعد إطلاق اليابان للشبكة في جيلها الأول ولتستمر شبكات الاتصال بالتطور حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من قدرة عن نقل اتصالات الفيديو والبيانات بمعدلات كبيرة.


في كل جيل تم تطويره، كان هناك العديد من التحسينات التي تخرج على شكل أنصاف، مثل 2.5 أو 3.5 وما هي سوى إضافات بسيطة تكون في التعديل مثلًا على الهيكلية الخاصة بآلية عمل الشبكة.

G1



الشبكة الأولى التي تم إطلاقها للعمل كشبكة للاتصالات الخليوية هي شبكة G1 وتم إطلاقها من قبل شركة NTT اليابانية عام 1979. وكانت الشبكة مقتصرة فقط على القطاع الصناعي أو الشركات فقط في اليابان، ولكن هذا الأمر لم يدم أكثر من 5 سنوات حتى أصبحت الشبكة تغطي اليابان كلها لتكون الدولة رقم 1 التي تقوم بتشغيل شبكة G1.
في عام 1981 تم إطلاق شبكة NMT في كل من الدنمارك والسويد وفنلندا وكانت تعمل بنظام G1 ولكنها كانت الشبكة الأولى التي تتيح استخدام الشبكة أثناء التنقل. وتبعت أمريكا هذه الدول في عام 1983 عندما قامت شركة Chicago-based Ameritech بالتعاون مع هواتف موتورولا بإطلاق خدمة تعمل بهذه التقنية.

 G2



الجيل الثاني من الاتصالات تمتع بقدرة نقل بيانات حدها الأقصى هو 114 Kbps، وقد تم إدخال تقنيات ال G2 للعمل في بداية التسعينات من القرن الماضي وكانت تعتمد منذ البداية على الإتصالات اللاسلكية، ولكن تم تحسين هذه الشبكة وإطلاق الجيل الثاني منها لتتضمن المزيد من الخدمات الصوتية والإيميل والرسائل النصية.
الجيل الثاني واجه مشكلة في ثورته عندما بدأت الشركات بتطوير هذا الجيل مما جعله غير متوافق  عند الدول، فمثلًا أمريكا عملت ب 3 أنظمة مختلفة في أمريكا وحدها وأنظمة أخرى في أوروبا واليابان. وكانت أول إضافة لرسائل ال MMS - Multimedia Message Service وكانت كذلك أول شبكة تعمل على نقل البيانات للإستفادة من الإنترنت.
ولم يطل الأمر حتى يتم تحسين الجيل الثاني إلى 2.5G وفي هذا التعديل وصل معدل النقل للبيانات إلى 1 Mbps.

G3



 أو كما يمكن تسميتها IMT-2000 وقد تم تطوير عديد النسخ من الخدمات لهذا الجيل والذي تم تقدير معدلات النقل فيها من 153 Kbps حتى 14 Mbps. تم إطلاق الجيل الثالث في بداية الألفية الجديدة بعد عمل كبير استمر لقرابة العقدين من قبل الاتحاد الدولي للإتصالات. وكالعادة كانت اليابان هي السبّاقة بالإعلان عنها في عام 1998 ولكنها لم تطلقها إلّا في شهر أكتوبر من عام 2001.
تضمنت هذه التقنية الجديدة كل الخدمات في تقنيات الإتصال السابقة مع خدمات جديد مثل اتصال الفيديو وتحسين على خدمة الوصول للإنترنت من الموبايل و Mobile-TV وال GPS.
وفي نسخة محسّنة من هذا الجيل تم إطلاق 3.5G وكان أقصى معدل نقل لهذا الجيل يتراوح بين 42 Mbps و 84 Mbps.

4G



الجيل الرابع من الإتصالات اللاسلكية تم تطويره من الجيل الثاني والثالث بشكل ملحوظ حتى يصل لما هو عليه الآن من كفاءة عالية وسرعة في نقل البيانات. وقد تم عرض المخطط الأولي للجيل الرابع في عام 2002 وكانت شركة KT الكورية هي أول شركة تقوم بإطلاق خدمة من خدمات الجيل الرابع وكانت هذه الخدمة هي WiMAX المتعلقة بالاتصال بالإنترنت وذلك في شهر أبريل من عام 2006.
ولكن حسبما تم وضع المعايير الخاصة للجيل الرابع، اعتبرت ال WiMAX وعديد التقنيات الأخرى التي عملت بناءً على الجيل الرابع غير مؤهلة، حتى تم تقديم تقنية ال LTE Advanced في شهر ديسمبر من عام 2009 في السويد كأول دولة تقدم هذه التقنية بشكل تجاري. ال LTE هي التقنية الأقرب لما تم وضعه من معايير متعلقة بسرعة نقل البيانات و Bandwidth أكبر حيث يصل أقصى معدل نقل للبيانات إلى 100 Mbps وامكانية مشاهدة القنوات التلفازية بوضوح كبير على الأجهزة المزوّدة بالبروتوكولات اللازمة للتعامل مع الخدمات الخاصة بالجيل الرابع.


بالنهاية يجب الذكر بأن أي جهاز يعمل بتقنية ال 4G لن يكون من الضرورة أن يكون أسرع في نقل البيانات من جهاز آخر يعمل على تقنيات الجيل الثالث 3G. فالأمر يتعدى ذلك، ويكون للشبكة المزوّدة للخدمة دور في تحديد السرعة، فإذا كانت شبكة الإتصالات التي تزوّدك بالخدمة تقدّم خدمة سيئة تتبع الجيل الرابع، حينها قد يكون الجيل الثالث أفضل. والصورة أعلاه خير دليل حيث أن بعد خدمات الجيل الثالث قد يصل معدل نقلها ل 10 Mbps بينما هناك خدمات تتبع الجيل الرابع يصل معدل نقلها للبيانات ل 5 Mbps.

الجمعة، 10 أكتوبر 2014

الصكوك أداة إسلامية مرغوبة عالميا.. ممنوعة كويتيا

يتجه عام 2014 ليكون عاماً تاريخياً بالنسبة لإصدارات الصكوك حول العالم الاسلامي وغير الإسلامي، فهذه الأداة الاسلامية تغزو معظم الأسواق لتصبح مرغوبة ومطلوبة على مستوى دولي غير مسبوق.. فقد وصل حجمها أكثر من 300 مليار دولار خلال السنوات القليلة الماضية، ومع ذلك تبقى هذه الاداة المالية ممنوعة محلياً في الكويت، انها فعلاً مفارقة غريبة عجيبة تدعو للتساؤل عن سر التقصير الذي كان لدى بنك الكويت المركزي، وانتقل الى هيئة الاسواق.. تقصير بات معيباً ومثيراً للشكوك.
فمنذ سنوات طويلة ونسمع عن تشريعات ستصدر في الكويت للسماح بإصدارات الصكوك وتسويقها، لكن شيئا من هذا القبيل لم يتحقق على الرغم من ان الكويت رائدة في العمل المالي الاسلامي، والمال الكويتي حجر اساس في الكثير من تجارب الصيرفة الإسلامية حول العال.
فعلى الرغم من وجود مشروع قانون للصكوك الاسلامية في الكويت مطروح للنقاش منذ اكثر من 9 سنوات لم ينجح البنك المركزي في الدفع نحو اخراج هذا القانون الى النور رغم الطلب الكبير على الصكوك محلياً واقليمياً وعالمياً، والرغبة المتزايدة في التمويل وفق احكام الشريعة الاسلامية والتمويل طويل الأجل.
ثم انتقل الملف برمته الى هيئة أسواق المال، كون أداة الصكوك تحت نطاق الادوات الاستثمارية، ومر على تأسيس الهيئة ما يزيد على 4 سنوات، ورغم اصدارها مئات التعليمات والقرارات والتعاميم الا انه لم يدر في خلدها العمل على مشروع استراتيجي طويل الأجل يخدم الكويت ونظامها المالي.
ألم تعلم الجهات الرقابية والتشريعية انه بغيابها عن تشريعات ضرورية كالصكوك تعتبر شريكا أساسيا في المضاربات التي تحدث يوميا؟ لانه ببساطة لا توجد أدوات كثيرة أو قنوات بديلة تستوعب كل السيولة لدى أصحاب رؤوس الأموال والطامحين نحو استثمار شرعي آمن او الباحثين عن فرص متجددة مختلفة غير تقليدية.
ورغم مرور9 سنوات على الرغبة السامية بتحويل الكويت إلى مركز مالي، لم تثمن أي جهة قيمة الوقت ولم تسارع الزمن نحو سن التشريعات وايجاد التسهيلات اللازمة وتهيئة البنية التحتية للمركز المالي حتى تستوعب كل الادوات المالية. مصدر مصرفي يسأل: هل يوجد مفهوم آخر لدى الاجهزة الرقابية لمفهوم المركز المالي غير انه يعني ببساطة البنية التشريعية المناسبة التي هي الاساس وحجر الزاوية في مفهوم المركز المالي المتطور؟
أليس مدعاة للاستغراب ان يكون في الكويت 5 بنوك اسلامية تنافس على %50 من سوق التمويل المحلي ولا يمكنها اصدار او تسويق أداة مثل الصكوك؟
مع العلم ان التشريعات واضحة في كل دول العالم ولن نعيد اختراع نظام جديد للصكوك، التي هي أداة تعامل مالي إسلام�

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

اسباب افلاس كوداك بعد نجاح دام 133 عام

http://www.arbi.ws/jds/wp-content/uploads/%D8%A8%D9%84%D8%A7.png

كما سمعنا جميعاً ، إفلاس شركة كوداك العريقة في صناعة الكاميرات ، سأحاول في هذه المقالة سرد أسباب فشل هذه الشركة بعد تاريخ حافل بالنجاحات يمتد الى 133 عام . وكيف كان بإمكانها تجنب ما حصل ، وما الدروس المستفادة من هذه الحالة .
تأسست شركة كوداك عام 1892 على يد جورج ايستمان وهي شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال معدات التصوير و مواده وأدواته مقرها الرئيسي في نيويورك .
اشتهرت الشركة بمنتجاتها من أفلام التصوير الضوئي ، خلال القرن الماضي كانت أيقونة هذه الصناعة و وصلت حصتها الى 90 % في السوق الأميركي .
منذ أواخر التسعينيات بدأت الشركة سلسلة من المعاناة المالية نتيجة إنخفاض مبيعات أفلام التصوير لظهور الكاميرات الرقمية ( التقادم التكنولوجي ) . ولم تعد تظهر ضمن قائمة داوجونز لأكبر 30 شركة أميركية منذ 2004 و لم تحقق الشركة أية أرباح تذكر منذ العام 2007 . وكان سعر سهم الشركة المدرج في بورصة نيويورك بلغ أقل من دولار واحد وحذرتها إدارة البورصة من شطب اسمها من القوائم ان استمر الوضع على ما هو عليه .
منذ بدايات الشركة اتبعت استراتيجية تدعى razor-blade strategy وتعني بيع منتجات ( كاميرات ) رخيصة و الحصول على حصة سوقية كبيرة من أفلام و أوراق التحميض . كانت مبادئ عمل الشركة :
إنتاج كبير ، تكلفة منخفضة ، انتشار عالمي ، إعلان قوي ، تركيز على الزبون و النمو من خلال البحث المستمر .
لأن الحالة التي سنتحدث عنها اليوم استراتيجية بإمتياز ، فلايمكن شرحها بغير النظر من هذه الزاوية ، فشركة عمرها 133 عام وعانت من مشاكل في آخر 30 عام من حياتها .. تلك مشاكل استراتيجية حتماً ويجب تحليلها بهذا الشكل ..
السبب الأول : التناقض بين الاستراتيجية المنطقية و الاستراتيجية الإبتكارية .
وقعت الشركة في مأزق المقارنة بين طريقة التفكير العقلانية و طريقة التفكير الإبتكارية لحل المشاكل التي اعترضتها . في حين تركز الطريقة العقلانية على التطبيق الصارم لأساليب حل المشاكل بالمنطق ، بينما تركز الطريقة الإبتكارية على الحدس والبديهة مما يجعل المدراء يستخدمون مهاراتهم الإبتكارية والتفكير بشكل غير تقليدي .
بدأت تتصاعد الصعوبات في 1984 عندما دخلت شركة fuji اليابانية السوق الأمريكية .لكن كوداك رفضت الإقرار بأن المستهلك الأميركي قد يغير شرائه إلى ماركة غريبة عنه . افتتحت فوجي مصنعاً في الولايات المتحدة وبدأت بحصد المزيد من حصة السوق للأفلام و أوراق الطباعة .
وأيضاً في أواخر الثمانينيات تمسكت الشركة بتصور جوهري حول نمط عملها مما جعلها لا تميز التغير الوشيك في الصناعة وهو العصر الرقمي .
تمسك الشركة نابع عن كونها تطبق الاستراتيجية المنطقية في عملها ، حيث إنها كانت الرائدة في صناعتها وتعتقد أن أي تغيير سيحصل لن يؤثر كثيراً عليها .
أما الطريقة الإبتكارية في عمل الشركة ، كان يجب عليها أن تطرح تساؤلات وتصورات حول السيناريو المستقبلي مع هذا التغير الحاصل .

السبب الثاني : التناقض بين التغيير الجذري الثوري والتغيير البطيئ التدريجي
حتى عندما تضع الشركة استراتيجية عملها ، عليها دائما البحث عن الطريقة المثلى لتطبيقها بما يتوافق مع التغيرات . دائما هناك وجهتا نظر ، الأولى تقول أن التغيير يجب أن يكون تدريجي و ثوري أي يشمل كل نواحي العمل ، و الثانية تعتبر التغيرات يجب أن يتماشى معها بطريقة لطيفة سلسة .
ظهرات المؤشرات في 1981 عندما أعلنت شركة سوني أنها سوف تطرح Mavica وهي كاميرا رقمية بدون فيلم ويمكنها عرض الصور على شاشة التلفزيون ويمكن بعدها طباعة الصور على الورق .
رأت كوداك أنه من الصعب تصديق أن شيئاً ما سيكون مربحاً كالأفلام التقليدية التي كانت رائدة بها ، وحينها اعترف المدير التنفيذي للشركة أن عليهم التصرف سريعاً لكن من خلال دمج تقنية الأفلام والتحميض مع تكنولوجيا جديدة ! . ( لاحظ عدم قبول التغيير الجذري ) .
رغبت كوداك بالتماشي مع هذا التطور لكن بشكل بطيئ حتى لا تتسبب بالآلام للشركة من خلال التغيير الجذري في نمط العمل . لأنها عملية ليست سهلة أن تتخلى عن إرث 100 عام من الريادة في مجال الأفلام والتحميض الكيماوي وتدخل مجال التكنولوجيا الرقمية الجديدة كلياً .
السبب الثالث : التناقض بين الأسواق و الموارد في الاستراتيجية
طرحت كوداك تساؤلا حول ماهية المورد الحقيقي للميزة التنافسية التي تملكها ؟ هل على الشركة إعادة التموضع بشكل يجعلها تستفيد من إيجابيات تغير الأسواق ، أم أنه عليها البقاء على حالها و مواردها الأساسية ؟ .
بدت المشكلة واضحة ، تسيطر كوداك على إمكانياتها التصنيعية في الأفلام و أوراق الطباعة وكيماويات التحميض و معالجة الصور ، لكن العصر الرقمي مختلف كلياً ، فهو يعتمد على التكنولوجيا . وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها كوداك أن تبحث عن المستقبل من وراء الأفلام
أعلنت الشركة في 2003 عن تغير استراتيجيتها لتتوسع الى العصر الرقمي من خلال أسواق المستهلكين و التجاريين و المنتجات الخاصة بالطب ( أجهزة التصوير الشعاعي ) . كما وأنها حاولت دخول مجال الشاشات و الطباعات الحبرية لبناء مزايا تنافسية جديدة لها .
السبب الرابع : التناقض بين التنافس و التعاون
كيف يجب أن تتعامل الشركات من المنافسين ؟ هناك وجهتا نظر متناقضتين ، الأولى تقول بوجوب أن تكون العلاقات معهم بالحد الأدنى وتحت شروط صارمة ، بينما الأخرى ترى ضرورة أهمية بناء علاقة مع المنافسين لتشجيعهم على قبول الإندماجات و الاستحواذات خاصة في حالة المنافسين الصغار . عندما تستحوذ شركة ما على منافس صغير فإنها تحصل على فرصة الدخول الى سوق جديد لم تكن تعطيه الاهتمام الكافي وكذلك تبني إمكانيات إنتاج وتكنولوجيا جديدة من خلال ما يقدمه هذا المنافس .
وقعت كوداك في هذا المأزق أيضاً حيث أنها قامت ببعض الاستحواذات لمحاولة لملمة الفشل الذي حل بها ، لكن كانت بالكاد تتعاون مع بعض المنافسين الصغار . كان على الشركة أن تحدد موقفها بدقة أكبر و تتجه نحو الاستحواذ والاندماج مع كافة المنافسين الذين يتيحون لها إمكانيات جديدة ، ( لاحظ كيف أن غوغل اسبوعياً تستحوذ على منافس صغير جداً يطور تقنية معينة ، هذا الاستحواذ يقدم منافع للطرفين ، غوغل تكسب تقنية جديدة بثمن رخيص نسبياً و تبعد منافس من الساحة قد يكبر لاحقاً ، و الشركة تكسب شرائها بسعر لم تكن تتوقعه من قبل وتبقى في إدارة مشروعها )
السبب الخامس : التناقض بين التوجه إلى العالم أم البقاء على المستوى المحلي
يغري الإنطلاق إلى العالم معظم الشركات مما يدفعها للتسرع إلى هذا المجال ، حتى تقع في مشكلة إختلاف الثقافات و نمط الزبائن وسلوكياتهم وعاداتهم الشرائية . وايضا يغري البقاء على المستوى المحلي الكثير من الشركات فهي تعرف أسواقها وزبائنها وتقنياتها ومنافسيها جيداً وتسيطر على حصة كبيرة ، فلم الإنطلاق نحو المجهول وراء دافع المزيد من الربحية ؟
إذن يمكن القول أن كوداك لم تتمكن من تحديد مستقبلها بشكل فعال ، وتعتبر مثال عن حالات فشل استراتيجية وقعت بها الشركات ، لم تتمكن من إدراك المستقبل الرقمي بسرعة ، وعندما تيقنت من هذا ، كانت ردة فعلها بطيئة للإستجابة للتغير المستمر .. هذا التغير كان أشبه بموجة مد عالية أطاحت بكوداك التقليدية .. للأسف كان بإمكان كوداك إستثمار مليارات الدولارات التي تجنيها من منتجاتها التقليدية وخاصة في المجال الطبي لأن تعيد هيكلة نفسها لتسيطر أيضاً على العصر الرقمي الجديد ايضاً .
الدروس المستفادة :
1- على كل الشركات التجاوب مع ( مأزق الإبتكار ) أو ( حل الإبتكار ) وتعني أن هناك أشياء قد تحدث ( ابتكارات جديدة مثلاً ) قد تطيح كلياً بأعظم شركة مهما بلغت ( كوداك حينها كان عمرها 100 عام )
2- لا ينبغي على الشركات البقاء على الجانب الآمن و عد المليارات التي تجنيها فقط .
3- على الشركات التفكير دوماً في أي صناعة تعمل هي الآن ، لأن منافسيها يقومون بذلك ، والصناعات تتغير أشكالها على مر الزمن . والمثال أن جونسون أند جونسون لم تكن تفكر بصناعة العدسات اللاصقة للعيون ، مع أنها تملك التقنية اللازمة .. وعندما فكرت من جديد بصناعتها بشكل صحيح رأت أن هذه الصناعة يجب أن تدخلها وهذا ما حصل فعلاً .
4- يجب أن يكون لدى الشركات فريق عمل مستقل مهمته تدمير الشركة من خلال إدخال منتجات جديدة ! ، أو إبتكار تكنولوجيا جديدة تؤدي إلى نسف التكنولوجيا الحالية التي تعمل بها .
5- يجب أن تشتري الشركات الكبرى شركات صغيرة تطور تكنولوجيا جديدة يمكن أن تفيدها في عملها الأساسي . ويجب الحذر هنا حيث إن إنتظرت الشركة إلى أن تدخل هذه التكنولوجيا حيز التنفيذ فإنه سيكون من المكلف جداً شرائها . والمثال واضح .. كان لدى ياهو ومايكروسوف فرصة شراء غوغل من قبل .. لاحظ ماذا تفعل بهم اليوم.

أخيراً ، نأخذ عبرة من هذه القصة أن التطور والتغير الحاصل في البيئة الخارجية للشركة يستدعي حتماً التدخل و التصرف بشكل ما ، وقد يكون هذا التغير فرصة جديدة أو يؤدي بك للإفلاس

السبت، 27 أبريل 2013

الشبكات الاجتماعية هل تكون مصادر معلومات الشركات في المستقبل ؟


الشبكات الاجتماعية هل تكون مصادر معلومات الشركات في المستقبل ؟




 الفيس بوك, وماي سبيس, وتويتر وغيرها من الشبكات الاجتماعية علي شبكة الانترنت هي الهدف القادمة للشركات الباحثة عن مصادر جديدة للمعلومات ليست فقط للتسويق ونشر منتجاتها ولكن أيضا لدعم أفكارها لطرح منتجات أو خدمات جديدة.. ببساطة سوف تستعين الشركات بالمواقع الاجتماعية كمصدر رئيسي للبيانات لكي تعرف ماذا يريد الناس وكيف يريدون ذلك.. وأي سعر يرونه مناسباً وملائماً لظروفهم.. الفكرة ليست من ضرب الخيال ولا تمثل توقعات مستقبلية هذه الأفكار تمثل إستراتيجية أساسية تسعى لها حالياً الشركات العالمية.. وأيضا بعض الشركات التي تعمل في مصر تفكر في استخدام هذا الفكر.
لكي نعرف القصة كيف وصلت إلي الشبكات الاجتماعية يجب أن نعرف من أين تأتي الشركات وقطاعات الإعمال بالمعلومات التي تتخذ بموجبها القرار؟ قد يبدو سؤال كلاسيكي وتقليدي جدا, ولكن أساس قواعد البيانات المختلفة تأتي من إدارات المبيعات والتسويق والمشتريات والموارد البشرية والتوزيع والتشغيل والاتفاقيات وغيرها ولكل إدارة نظامها وتطبيقاتها المختلفة التي تعمل عليها ومن هنا ظهرت الحاجة لحلول مستودعات بيانات Data Warehousing لكي تجمع كل البيانات المتفرقة وتتيحها في بيئة معلوماتية واحدة يمكن استخلاص التقارير والمعلومات التحليلة القائمة علي بيانات قادمة من أكثر من تطبيق.
الصورة أصبحت عريضة للغاية وأكثر عمقاًُ وتمددت لتشمل كل بيئة يمكن استخلاص أي بيانات منها, وفي مؤتمر ومعرض ” تيراداتا لمستودعات البيانات” والذي يعد اكبر تجمع من نوعه في منطقة أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا والذي عقد هذا العام باسطنبول كانت الشبكات الاجتماعية تمثل حدث العام ويقول دكتور ستيفن بروبيست مدير قطاع التكنولوجيا “بتيراداتا” :” دائماً ما يكون هناك احتياج لمصادر بيانات جديدة كلما توسعت المؤسسات وكلما زاد روافد تلك البيانات, والشبكات الاجتماعية أصبحت مصدر رئيسي يمكن جمع البيانات من خلاله”.”
الموضوعات الساخنة
وحول ابرز النقاط التي يراها تمثل الموضوعات الساخنة في قطاع مستودعات البيانات يقول دكتور بروبست:” بعد انقضاء الأشهر الأولي من الأزمة المالية أصبح التفكير أكثر كيف سنعيد النمو, وكان تفكيرنا في تيراداتا حول تحويل ذلك إلي أدوات معلوماتية تتيح لتلك الشركات أن تعرف أين ستضع قدمها مستعينة, بفكر Green الحلول الخضراء الموفرة للطاقة والمخفض للتكاليف أيضا مع السعي لحلول تخفض التكاليف وتزيد الإنتاجية الإجمالية ومعلومات Real Time ستحقق هذا إذا كانت تعمل وفق أنظمة تحقيق وتدقيق سريع للبيانات”
ويضيف:” المعلومات القادمة من الشبكات الاجتماعية ومن محتوي المستخدمين من علي شبكة الانترنت ستمثل عنصر حاسم في توجهات السوق, وهو ما سنسعى إلي دعمه بقوة في الفترة القادمة”
وتطرق ستيفن لفكر ما وراء ذكاء الإعمال Beyond Intelligence والتي تبدأ من مراحل انتقاء البيانات وتخزينها ووضعها في تطبيقات وتحليلها بصورة ذكية لحظية”
الخصوصية
السؤال البديهي الذي سيتبادر لذهن جمهور المستخدمين بمجرد التفكير في أن الشركات تسعي إلي الحصول علي معلومات عنهم عن طريق الشبكات الاجتماعية هو الخصوصية والبيانات الشخصية ويقول هيرمان ويمير نائب رئيس تيراداتا لمنطقة الشرق أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا:” الصورة لن تكن تلصص أو محاولة الحصول علي معلومات شخصية الأمر أشبه بمحاولة جمع معلومات عن عادات الاستخدام وطرق تفكير المستخدمين لتقديم ما يناسبهم”.
ويري اوليفر راتزيسبرجر مدير عمليات موقع eBay اشهر مواقع التسويق حول العالم:” أن الأمر في الوقت الحالي يستدعي الاتفاق علي جهة تنظيمة تكون مسئولة عن التفريق بين المعلومات الشخصية ومعلومات وعادات الاستخدام, ويضيف في أمريكا مثلاً هناك يفضلون أن تتولي الشركات والقطاع الخاص هذه المسالة بينما في أوربا يفضلون الحكومات وفي دول أخري يفضلونها منظمات مدنية, ولكن المهم في نهاية الأمر ان تكون هناك صيغ تنظيمية يحترمها الجميع”.
مراقبة عادات الاستخدام مدخل رئيسي ركز عليه اوليفر, وقال:” متابعة ما يقوم به المستخدمين والخدمات التي تجذيهم والتي لا تجذبهم وردود أفعالهم المختلفة وتحليل ذلك في الإطار ألزماني من خلال تاريخ البيانات القديمة, والإطار المكاني من مواقعهم الجغرافية, مكننا من تلافي الاستمرار في خدمات وعروض ليست مجزية وبالعكس ركزنا علي خدمات اثبت عادات الاستخدام انها اكثر التصاقاً باحتياجات المستخدمين”.
فكرة البيانات كخدمات أساسية أصبحت مصدر دخلي كبير للشركات التي تملك قواعد بيانات كبيرة, ويقول اوليفر الأمر لا يتوقف عند فكر قواعد البيانات فمستودعات البيانات ورحلة تحليل تلك البيانات هي النقطة الفاصلة من كونها خدمة كاملة أو مجرد معلومة مجردة, وطالب بالتركيز أكثر علي حلول وتطبيقات إتاحة هذه البيانات في الوقت الحقيقيReal Time مما يساعد علي اختصار أوقات كثيرة وحسب قوله يمكنها إن تفرق ملايين الدولارات.
السوق المصري
على الرغم من ان “تيرادتا” تملك عمليات واسعة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلا أنها لا تملك إلا مكتب وحيد رسمي في تلك المنطقة مقره مصر, الذي تأسس رسمياً فور انفصالها عن NCR قبل عامين وتضاعف حجم العاملين فيهم مرتين حسب قول خالد حمودة مدير عام الشركة في مصر, ويقول:” تمثل مصر نقطة محورية هامة في المنطقة ويستضيف فريق العمل في الشركة مركز دعم فني يقدم استشارته الفنية للعديد من عملاء “تيرادات” في مختلف دول العالم.
ويضيف:” نتحرك من السوق المصري حالياً لتقديم خدمات وحلول تيراداتا للكثير من دول شمال افريقيا والخليج ونسعى إلي التوسع أفريقيا لوسط القارة, لزيادة نسبة العمليات الخارجية لمكتب مصر والتي وصلت إلي 21% من إجمالي عملياتنا”.
وأشار إلي أن عمليات تيراداتا في مصر بنهاية 2008 حققت نمو كبير وصل إلي 20%, وقال “نسعى إلي المحافظة علي نسب النمو التي تحققت وسنعلم على زيادتها أيضا في 2009 رغم الأزمة العالمية ويعزز موقفنا نتائج الربع الأول من هذا العام التي جاءت أفضل من سابقة “.
وكشف حمودة عن الخط في التوسع في قنوات الشركاء المحليين في قطاع بعينها مثل الخدمات الحكومية والبنوك والحلول المتكاملة, ويقول:” لدينا في مصر مجموعة كبيرة من الشركات المحلية القادرة علي بناء منظومة جيدة من التعاون محلياً وإقليميا”.
تسهيل القرار
المصرية للاتصالات كانت حاضرة أيضا في مؤتمر ” تنيراداتا” لمستودعات البيانات ويقول المهندس عماد الأزهري نائب رئيس الشركة للقطاع التجاري:” قبل فترة اتخذنا قرار تطبيق أنظمة تيراداتا لمستودعات البيانات لدينا وبدأت هذه الأنظمة بمدادنا بمعلومات وليس مجرد بيانات من مختلف قطاعات العمل بالشركة”.
وقال:” التطور الحاصل في صناعة مستودعات البيانات سهل الأمر كثيراً علي متخذي القرار مع توافر معلومات لحظية وافية عن سير العمل والعروض والخطط التسويقية” وأضاف قائلاً :” الفترة القادمة ستشهد العديد من العروض التسويقية التي اتخذناها بناء علي المعلومات الواردة إلينا من مستودعات البيانات التي وضحت بدقة ما المناسب لعملائنا وفق للتوزيع الجغرافي وعادات الاستخدام وطرق الدفع”
بوابة التجارة
النموذج المصري كان حاضراً بقوة في هذه الدورة من مؤتمر ومعرض ” تيرداتا 2009″ وكانت البداية مع دكتور سمير الجمال مستشار وزير التجارة للمعلومات الذي شارك كمتحدث رئيسي في احدي الجلسات الرئيسية للمؤتمر وأيضا شارك في المنتدى التركي مستعرضاً تجربة الهيئة المصرية للصادرات والواردات لميكنة نظم المعلومات وبناء مستودعات بيانات, ويقول الدكتور سمير الجمال مستشار وزير التجارة للمعلومات :” التجربة المصرية بدأت قبل أربع أعوام بهدف بناء نظام معلومات قوي موحد وموثوق لمختلف القطاعات التصدير والاستيراد يقضي علي ظاهرة تباين المعلومات واختلافها من إدارة حكومية لآخري”.
الفوائد العادة من المشروع كبيرة ويقول دكتور الجمال:” امتلاك وفرة في البيانات المختلفة الصحيحة التي تعطي لمتخذي القرار فور طلبها ليست بالفائدة الهينة فهي تمثل المقدمة الصحيحة لأي قرار, والتعامل الجيد لوزارة التجارة المصرية مع الأزمة المالية العالمية بسرعة وكفاءة كان احد أهم عوامل توافر معلومات موثوق بها عند الحاجة”.
رغم أن المشروع انتهي العمل فيه قبل فترة إلا أن هناك مازالت مشروعات أخري للتطوير والاستفادة من البنية القوية التي تأسست, حسب قول مستشار وزير التجارة للمعلومات الذي أشار إلي إن الخطوة القامة سننتهي منها في النصف الثاني من هذا العام, ويقول:” نهدف إلي بناء بوابة متكاملة علي شبكة الانترنت لمعلومات التجارة Egy Trader ستكون منظومة معلومات كاملة للسلع والخدمات والصفقات والعقود والاتفاقيات الدولية التي تهم قطاع التجارة في مصر”
الإدارة بالرسائل القصيرة
من بين الكثير من شركات الاتصالات العالمية التي شاركت في الحدث والتي تربطها علاقات وثيقة بشركة تيراداتا التي تعمل مع 74% من شركات الاتصالات في مختلف دول العالم وقع الاختيار علي شركة اتصالات مصر لكي تعرض تجربتها التي قدم لها ستيف بروبست نائب رئيس تيراداتا.
ويقول محمد عبد الرحيم مدير إدارة نظم المعلومات بشركة اتصالات مصر:” صعوبة المهمة إلى قمنا بها تأتي من أنها جاءت من الصفر فقبل عامين بدأت الشركة عملها في مصر وكان علينا البدء فوراً في بناء نظام معلومات قوي جاهز للعمل بكفاءة من أول يوم, وبالتعاون مع فريق تيراداتا بدأت المهمة واستطعنا أن نتعامل مع 17 نظام وتطبيق مختلف في نفس الوقت”.
وأضاف محمد عبد الرحيم قائلاً لجمهور الحاضرين في مؤتمر ” تيرداتا”" خلال بناء منظومة العمل كان العمل يتم علي ثلاثة مراحلها الأولي خاصة تجميع البيانات من مختلف مصادرها سواء كانت ناتجة عن تطبيقات او أنظمة عمل أساسية, ثم تدخل لمرحلة تكوين مستودعات البيانات تثبيت أدوات التنقيب علي البيانات Data Mining ثم تأتى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة التقارير والمعلومات التحليلية”.
الإدارة بالرسائل القصيرة SMS فكر إداري بداء قبل فترة خاصة في شركات الاتصالات وقطاعات التوزيع ولكن مع الزمن تتطور كثيراً ويقول عبد الرحيم:” نسابق الزمن حالياً لتطوير الأنظمة التي نعمل بها لتكون قادرة على توفير سيولة مرورية للمعلومات المتدفقة التي نحولها الي تقارير وتحليلات فنية لحظية ترسل لمتخذي القرار بأكثر من طريقة منها SMS التي تكون مباشرة فور أي عرض او خدمة او إعلان جديد”.

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

أردوغان .. وسر النهضة التركية


أردوغان .. وسر النهضة التركية
Highslide JS
27/ربيع الثاني/1433 - 27 ربيع الثانى 1433هـ
يحمل رايتها أردوغان : من أسرار النهضة التركية
الحمد لله الذي تكفل بنصر أوليائه وخذلان أعدائه والصلاة والسلام على نبينا محمد خير الأنام.
وبعد.. ساقني الله عز وجل إلى زيارة عاصمة الخلافة الإسلامية اسطنبول في شهر نوفمبر من عام 2010م ضمن وفد مكون من مجموعة من رجال الأعمال ومجموعة من مسئولي منظمات المجتمع المدني، وخلالها تم زيارة مسئول العلاقات الخارجية في بلدية اسطنبول والذي أمدنا بفكرة جميلة عن نهضة تركيا.
وفي إحدى رحلاتي الأخرى دُعيتُ إلى محاضرة في بيت أحد الأصدقاء عن نهضة تركيا وكان د. أسامة الخطيب هو من ألقى المحاضرة وهو غني عن التعريف كونه مختصاً في الشؤون التركية، فاجتمعت لديّ بذلك معلومات مهمة عن بعض أسرار النهضة التركية إضافة إلى ما جمعته عن طريق الانترنت لمقارنة المعلومات، خاصة وأنها  تحتاج منا إلى كثير من التأمل للعبرة والاستفادة منها وبالأخص من وسدوا بعض المواقع القيادية في السلطة أو المجالس البلدية في أي دولة كانت.
وقبل أن نخوض في هذه الأسرار للنهضة التركية دعونا نقف قليلاً مع شخصية السيد رجب طيب أردوغان لنتعرف على  بعض الجوانب المهمة في شخصية هذا الرجل، لأننا كما نعلم لا تُصنع نهضة في أي أمة أو بلد أو مؤسسة أو شركة إلا بحسب همة القائمين عليها وخاصة رأس الهرم، فإذا رافق ذلك إيماناً صادقا بالله تعالى وحسن ظن واستعانة به صنعت عجبا، وربما عده البعض في عداد المستحيلات، فمن هو أردوغان إذاً؟.
نبدأ بما كتبته وثائق ويكيليكس عن تصنيفه حيث نقلت عن تقارير الدبلوماسيين الأمريكيين معلومات عن شخصية رئيس الوزراء التركي أردوغان، وبحسب انطباعات الدبلوماسيين الأمريكيين  عنه أنه شخص يبحث دائما عن الكمال، ومهما بدا أمر من الأمور على أنه في أحسن وجه يتدخل أردوغان فيه ليضيف إليه اكتمالا فوق كماله.
كما وصفت الوثائق أردوغان بأنه يعرف أين يضع قدمه، ثابت الخطى، عنيد بل وشديد العناد، ولكنه ليس ديكتاتورا.
وحسب الوثائق نفسها فإن أردوغان محب للعمل إلى درجة الإدمان، وأنه قد يواصل العمل من الصباح الباكر حتى 11 مساء، وأحيانا إلى ما بعد منتصف الليل، كما أن فريق العمل التابع له لا يغادرون مكاتبهم إلا بعد أن تصلهم الأخبار بدخول أردوغان إلى فراشه للنوم.
وفي اتجاه مماثل تحدثت صحيفة التايمز الأمريكية عن شخصية عام 2010م وهو أردوغان قائلة: بأنه يتصدر المرتبة الأولى بمسابقة شخصية العام.
وأوردت المجلة أن من أسباب صعود أردوغان إلى المرتبة الأولى في التصويت الكفاح الدبلوماسي الذي خاضه أردوغان ضد "إسرائيل" عقب الهجوم على سفينة مرمرة وهي في طريها لكسر الحصار عن قطاع غزة المفروض عليها من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ثلاث سنوات.. فقد كان بذلك متقدماً على الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يحتل المرتبة السادسة، وجاء في المركز الثاني خلف أردوغان مقدم البرامج الأمريكي جيلين بيك، بينما جاء جوليان أسانج مدير موقع ويكيليكس الشهير في المرتبة الثالثة.
مدينة أسطنبول

والآن دعونا نتناول سيرة بطل الإسلام التاريخي في هذا الزمان الذي أعاد للأمة الإسلامية شيئاً من كرامتها وعزها وسؤددها:
رجب طيب أردوغان ولد في 26 فبراير من عام 1954م في حي قاسم باشا أفقر أحياء اسطنبول لأسرة فقيرة من أصول قوقازية، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة حيه الشعبي مع أبناء حارته، ويحكي أن مدرس التربية الدينية سأل الطلاب عمّن يستطيع أداء الصلاة في الفصل ليتسنى للطلاب أن يتعلموا منه، فرفع رجب يده ولما قام ناوله المدرس صحيفة ليصلي عليها، فما كان من رجب إلا أن رفض أن يصلي عليها لما فيها من صور لنساء سافرات! دُهش المعلم من تصرفه وأطلق عليه لقب (الشيخ رجب).
أمضى حياته خارج المدرسة يبيع البطيخ أو كيك السمسم، حتى يسد رمقه ورمق عائلته الفقيرة، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة الإمام خطيب الدينية حتى تخرج من الثانوية بتفوق، التحق بعد ذلك بكلية الاقتصاد في جامعة مرمرة، بالرغم من اهتماماته المبكرة بالسياسة إلا أن كرة القدم كانت تجري في دمه أيضا، فلقد أمضى 10 سنوات من عمره لاعبا في عدة أندية تركية.
زواجه من الناشطة الإسلامية أمينة:
يقول الكاتب التركي جالموق في كتابه الذي ألفه عن أردوغان: بدأت قصة زواجه من رؤيا رأتها أمينة الناشطة الإسلامية في حزب السلامة الوطني، رأت فارس أحلامها يقف خطيبا أمام الناس -وهي لم تره بعد- وبعد يوم واحد ذهبت بصحبة الكاتبة الإسلامية الأخرى شعلة يوكسلشلنر إلى اجتماع حزب السلامة، وإذا بها ترى الرجل الذي رأته في منامها، رأت أردوغان حيث تزوجا بعد ذلك واستمرت الحياة بينهما حتى وصوله لسدة الحكم مشكلين ثنائياً إسلامياً جميلاً، لهما اليوم عدد من الأولاد، أحد الأولاد الذكور أسماه  نجم الدين على اسم أستاذه نجم الدين أربكان، وذلك من فرط إعجابه واحترامه لأستاذه، وإحدى بناته تدرس في أمريكا لعدم السماح لها بالدراسة في الجامعة بحجابها!.
أردوغان والسياسة:
بدأ اهتمامه السياسي منذ العام 1969م وعمره 15 عاما، إلا أن بدايته الفعلية كانت من خلال قيادته الجناح الشبابي المحلي لحزب (السلامة أو الخلاص الوطني) الذي أسسه نجم الدين أربكان.
بعد عودة الحياة الحزبية انضم إلى حزب الرفاه عام 1984م كرئيس لفرع الحزب الجديد ببلدة بايوغلو مسقط رأسه، وما لبث أن سطع نجمه في الحزب حتى أصبح رئيس فرع الحزب في اسطنبول عام 1985م وبعدها بعام فقط أصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب.
يستقبلونه استقبال الأبطال

رئيس بلدية اسطنبول:
عندما تولى قيادتها انتشل بلدية اسطنبول من ديونها التي بلغت ملياري دولار إلى أرباح واستثمارات وبنمو بلغ 7% بفضل عبقريته ويده النظيفة وبقربه من الناس لاسيما العمال ورفع أجورهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا، وقد شهد له خصومه قبل أعدائه بنزاهته وأمانته ورفضه الصارم لكل المغريات المادية من الشركات الغربية التي كانت تأتيه على شكل عمولات كحال سابقيه!.
وبعد توليه مقاليد البلدية خطب في الجموع وكان مما قال: (لا يمكن أبدا أن تكونَ علمانياً ومسلماً في آنٍ واحد، إنهم دائما يحذرون ويقولون إن العلمانية في خطر، وأنا أقول: نعم إنها في خطر. إذا أرادت هذه الأمة معاداة العلمانية فلن يستطيع أحدٌ منعها. إن أمة الإسلام تنتظر بزوغ الأمة التركية الإسلامية.. وذاك سيتحقق! إن التمردَ ضد العلمانية سيبدأ...).
وقد سئل مرة عن سر هذا النجاح الباهر والسريع فقال: (لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه، إنه الإيمان، لدينا الأخلاق الإسلامية، وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام).
أردوغان في السجن:
للنجاح أعداء وللجرأة ضريبة، حين بدأ الخصوم يزرعون الشوك في طريقة، حتى رفع ضده المدعي العام دعوى تقول بأنه أجج التفرقة الدينية في تركيا وقامت الدعوى بعد إلقائه شعراً في خطاب جماهيري -وهو مميز في الإلقاء- قائلاً:
مساجدنا ثكناتنا
قبابنا خوذاتنا
مآذننا حرابنا
والمصلون جنودنا
هذا الجيش المقدس يحرس ديننا...
فأصدرت المحكمة حينها حكماً بسجنه 4 أشهر، وفي الطريق إلى السجن حكاية أخرى، ففي اليوم الحزين توافدت الحشود إلى بيته المتواضع من أجل توديعه وأداء صلاة الجمعة معه في مسجد الفاتح، وبعد الصلاة توجه إلى السجن برفقة 500 سيارة من الأنصار!.
وفي تلك الأثناء وهو يهم بدخول السجن خطب خطبته الشهيرة التي حق لها أن تخلد، التفت إلى الجماهير قائلا:(وداعاً أيها الأحباب.. تهانيّ القلبية لأهالي اسطنبول وللشعب التركي وللعالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك، سأقضي وقتي خلال هذه الشهور في دراسة المشاريع التي توصل بلدي إلى أعوام الألفية الثالثة والتي ستكون إن شاء الله أعواماً جميلة، سأعمل بجد داخل السجن وأنتم اعملوا خارج السجن كل ما تستطيعونه، ابذلوا جهودكم لتكونوا معماريين جيدين وأطباء جيدين وحقوقيين متميزين، أنا ذاهب لتأدية واجبي واذهبوا أنتم أيضاً لتؤدوا واجباتكم، أستودعكم الله وأرجو أن تسامحوني وتدعوا لي بالصبر والثبات، كما أرجو ألا يصدر منكم أي احتجاج أمام مراكز الأحزاب الأخرى وأن تمروا عليها بوقار وهدوء وبدل أصوات الاحتجاج وصيحات الاستنكار المعبرة عن ألمكم أظهروا رغبتكم في صناديق الاقتراع القادمة).
حزب التنمية والعدالة:
بعد خروجه من السجن بأشهر قليلة قامت المحكمة الدستورية عام 1999م بحل حزب الفضيلة الذي قام بديلا عن حزب الرفاه، فانقسم الحزب إلى قسمين: قسم المحافظين، وقسم الشباب المجددين بقيادة رجب طيب أردوغان وعبد الله جول، فأسسا مع زملائهم حزب التنمية والعدالة عام 2001م، خاض الحزب الانتخابات التشريعية عام 2002م وفاز بـ 363 نائبا مشكلا بذلك أغلبية ساحقة ومحيلاً أحزاباً عريقة إلى المعاش!.
لم يستطع أردوغان من ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه وقام بتلك المهمة صديقه عبدالله جول الذي قام بالمهمة خير قيام، وبعد إسقاط الحكم عنه تمكن رجب أردوغان في مارس من تولي رئاسة الحكومة وابتدأت مسيرته المضيئة.
أردوغان يصلح ما أفسده العلمانيون:
بعد توليه رئاسة الحكومة مد يد السلام ونشر الحب في كل اتجاه، تصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وكذلك فعل مع أذربيجان، وأرسى تعاونا مع العراق وسوريا، ولم ينس أبناء شعبه من الأكراد فأعاد لمدنهم وقراهم أسماءها الكردية بعدما كان ذلك محظورا! وسمح رسميا بالخطبة باللغة الكردية، وافتتح تلفزيوناً رسمياً ناطقاً بالكردية!.
مواقفه من إسرائيل:
العلاقة بين تركيا وإسرائيل مستمرة في التدهور منذ تولي أردوغان رئاسة الحكومة التركية، فقد ألغى مناورات نسور الأناضول التي كان مقرراً إقامتها مع إسرائيل وأقام المناورة مع سوريا! مبررا قرار الإلغاء احتراما لمشاعر شعبه!.
وتوج ذلك الطلاق بين تركيا وإسرائيل أيضا بما حصل من ملاسنة في منتدى دافوس بينه وبين شمعون بيريز بسبب حرب غزة، خرج بعدها من القاعة محتجا بعد أن ألقى كلمة حق في وجه قاتل الأطفال عائداً إلى اسطنبول، فاستقبله في المطار عند عودته آلاف الأتراك بالورود والتصفيق والدعوات. كيف لا وهو أول زعيم يجهر بالسخط والعداء لقتلة الأبرياء ومجوعي الشعوب! فكان هذا الموقف من ضمن المواقف التي مثلت إيذاناً بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام.

يوجه انتقاده جهرة لبيريز

يغادر المنصة تاركاً إياها لبيريز

قدواته: الرسول ثم والده وسياسيون وشعراء:
يؤكد أردوغان "أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أسوته الأولى" لكن ذلك لا يمنع أنه تأثر أيضا بالزعيم "نجم الدين أربكان" الذي منحه الثقة، وأعطاه الفرصة ليصل لمنصب رئيس فرع حزب الرفاه وهو في الخامسة والثلاثين، ثم رئيس بلدية اسطنبول أكبر بلدية عامة بتركيا عام 1995م.
كما أن تعليمه الديني وتديّن والده لعبا دورا بارزًا في ملامح شخصيته، وممن تأثر بكتاباتهم الشاعران المسلمان محمد عاكف توفي 1936م ونجيب فاضل توفي 1985م لدرجة أن أردوغان دخل السجن لأول مرة في حياته عام 1999م وفقد مقعد عمدة اسطنبول بسبب قراءة شعر للراحل محمد عاكف.
وعلاقته وثيقة بالأديب المسلم "نجيب فاضل" فقد عاصره وتلقى عنه دروسًا كثيرة في الشعر والأدب، وقد درج أردوغان على الذهاب لمقبرة فاضل في ذكراه السنوية، وفي جمع غفير من أهالي اسطنبول للترحم على روحه.
بعض صفاته وسر نجاحه:
يرى البعض أن صفاته الجسدية (قامته الطويلة وجسمه الفارع وصوته الجهوري) لعبت دورا هاما في جذب الناس إليه، وكما أنه ليس متحدثًا بارعًا فحسب لكنه مصغٍ جيد كذلك.
يقول عن سر نجاحه في تحقيق النهضة: "سألوني عن سبب النجاح في تخليص البلدية من ديونها، فقلت: لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه.. إنه الإيمان.. لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام".
قيم ومبادئ ومواقف :
* حين كُلف برئاسة بلدية اسطنبول طلبوا منه تحويل سكنه إلى قصر العمدة المعتمد من قبل الدولة، فأبى وقال حينها: سأسكن في الشقة التي استأجرتها، فقالوا له: مكانتك الحالية لا تليق أن تبقى في ذلك السكن خاصة مع استقبال الوفود الزائرة! فرد عليهم أما الوفود فسأستقبلهم في قصر العمدة، لكن نومي لا تتحكموا فيه، سأبقى في سكني الحالي, وفعلا بقي إلى الآن يسكن في تلك الشقة، فاضطرت الدولة إلى تأمين الحي والعمارة التي يسكن فيها، مما رفع الأسهم العقارية في ذلك الحي.
* ذات يوم وأثناء جولة له، مر على المدينة الراقية لأعضاء البرلمان فقال ما هذا؟ فقالوا: هذه مدينة أعضاء البرلمان وهي مدينة في حي راق وبها فلل على مستوى عال من البناء والتأثيث فقال كلمة تستحق أن تكتب بماء الذهب: (لو ملك 87 مليون تركي مثل هذه الفلل بعدها يحق لأعضاء مجلس البرلمان أن يملكوا هذه الفلل) ثم أمر بإخلاء هذه الفلل من قبل أعضاء البرلمان وأمهلهم أربعة أشهر للبحث لهم عن بيوت ليستأجروها وينتقلوا إليها، هكذا أخبرنا د. أسامة الخطيب لما زار أحد أصدقائه من البرلمانيين ورأى حقائبه مجهزة داخل سكنه استعدادا للرحيل.
* لم يستطع أن يتمالك نفسه حين خرج من مبنى رئاسة البلدية عام 1999م إثر الحكم بحبسه لمدة سنة، فوجد فتىً في الرابعة عشرة يركض إليه على كرسي متحرك؛ إلى أين رئيسنا؟.. لمن تتركنا؟!.. يقول أردوغان: "فرّت الدموع من عينيّ، ولم يكن بوسعي غير التماسك أمام الصبي، وطمأنته، ثم قبّلته".
* حال خروجه من السجن أخبروه بأن هناك قناصة مترصدين له وأعطوه درعاً ليلبسه فقال: أمهلوني لحظة فصلى ودعا الله عز وجل ثم مضى، وقال: لا أحتاج إلى درع فإن درعي معي (حسن التوكل على الله عز وجل).
* لم يتخلف أردوغان يومًا عن واجب العزاء لأي تركي يفقد عزيزاً ويدعوه للجنازة، مثلما لبى الكثير من دعوات الشباب له بالمشاركة في مباريات كرة القدم.
لخص أحد هؤلاء البسطاء فرحتهم قائلا: "نحن نفتخر بأردوغان؛ فإننا نعتقد أن أحدًا بعد اليوم لن يجرؤ على السخرية منا أو إهمالنا".
كما أنه في رمضان كان يفطر كل يوم عند أسرة فقيرة.
* لم تمنعه هذه النشأة المتواضعة أن يعتز بنفسه، فقد ذكر في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: "لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا".
* في تقليد متبع مع رؤساء البلديات التركية عُرضت عليه ملايين الدولارات كعمولة من الشركات الغربية التي اتفق معها على مشروعات للمدينة؛ فما كان منه إلا أن طلب خصم هذه العمولة من أصل المبلغ والعقد.
* حماسي جدا وعاطفي جدا.. هكذا وصفه أحد الكتاب، فالعلاقات الاجتماعية الدافئة من أهم ملامح شخصيته؛ فهو أول شخصية سياسية ترعى المعوقين في ظل تجاهل حكومي واسع لهم، ويخصص لهم امتيازات كثيرة مثل تخصيص حافلات وتوزيع مقاعد متحركة، بل أصبح أول رئيس حزب يرشح عضوا معوقًا في الانتخابات وهو الكفيف "لقمان آيوا" ليصبح أول معوق يدخل البرلمان في تاريخ تركيا.
* لا يستنكف أن يعترف بما لديه من قصور علمي لعدم توفر الفرصة له للتخصص العلمي أو إجادة لغات أخرى غير التركية؛ لذلك فقد شكل فريق عمل ضخم من أساتذة الجامعات والمتخصصين في شتى المجالات للتعاون معه في تنفيذ برامج حزبي الرفاه والفضيلة أثناء توليه منصب عمدة اسطنبول .
* يميزه احترام الكبار وأصحاب التخصص؛ فهو لا يتردد في تقبيل أيدي أهل الفضل عليه، ومن ذلك أنه أصر أن يصافح ضيوفه فردًا فردًا خلال "مؤتمر الفكر الإسلامي العالمي" الذي تبنته بلدية اسطنبول عام 1996م ؛ مما أكسبه احترام العديد من الشخصيات الإسلامية الثقيلة.
* شخصيته الشجاعة دفعته لتعيين مجموعة كبيرة من المحجبات داخل رئاسة البلدية، مثلما أعطى الفرصة للطرف الآخر دون خوف من النقد الإعلامي، كما أنه لم يتردد في هدم منازل وفيلات لكبار الشخصيات، من بينهم فيلا الرئيس الراحل تورجوت أوزال؛ لأنها بُنيت مخالفة للقانون. 
يشكر الله على نعمائه بعد حصوله على جائزة الملك فيصل

أردوغان : أهم الأزمات والمعالجات:
كانت تركيا حينها تمر بمشاكل مزمنة لا يمكن حلها، لذا لم يبد العلمانيون والجيش أية مشاكل من انتخابه ليفشل في سياسة الدولة، فراهنوا على إخفاقه في حل مشكلات تركيا والتي منها حينها:
1- شح المياه: حيث كان الماء شحيحا جدا في اسطنبول، فقد كان يصل للبيوت يومين في الأسبوع لمدة ساعتين فقط، وبسبب عدم وجود البحيرات وعدم سقوط الأمطار بكثافة لفترة تزيد عن 30 سنة أصبح 97% من السدود فارغة.
2- تلوث الهواء في البرد الشديد: حيث كانت هناك سحابة سوداء منخفضة من أثر حرق الفحم الحجري الذي كان يُستخدم للتدفئة؛ فبلغت نسبة تركيز تلوث الهواء 7 أضعاف وكان عدد سكان اسطنبول 13 مليون نسمة.
3- اختناق شديد في طرقات اسطنبول: حيث كانت هي المدينة الوحيدة التي تقع على قارتين وتسمى مدينة التلال السبع طولها 193 كلم، فكان الفرد يستغرق في الانتقال من قارة إلى قارة ذهابا وإياباً ثمان ساعات ونصف يوميا للذهاب إلى عمله.
4- مشكلة السكن: فالعقار في اسطنبول غال جدا, كونها العاصمة التجارية لتركيا ويوجد بها الميناء الأكبر، فكان لا يتوفر بها السكن، ما اضطر سكانها إلى الخروج خارجها للاستئجار، مما كان له الأثر السلبي على حياة المواطنين.
5- تلوث ماء القرن الذهبي: إذ كان بمثابة مستنقع للميكروبات والطحالب وتنبعث منه رائحة كريهة في حين أنه كان من أفضل المناطق السياحية وكان يقطنه الأكابر وعليه القوم.
6- تكدس القمامة وانتشارها: حيث كانت القمامة تتكدس في كل شوارع اسطنبول مما أدى  إلى انبعاث روائح كريهة في كل مكان.
7 - الرشوة: فقد كانت مستحكمة في كل الدوائر الحكومية.
8 - ارتفاع نسبة التضخم: حيث  بلغ الدولار الواحد 1,760,000 (مليون وسبعمائة وستين ألف ليرة) ووصلت نسبة الفوائد لمن لدية سيولة 7000% وخلال ذلك أفلست شركات كثيرة وانهار الاقتصاد، وسبب ذلك يعود إلى التخبط السياسي والاقتصادي علاوة على الفساد المالي والإداري المستفحل. 
للقرآن قدسية خاصة لديه

المعالجات و الحلول:
وضع أردوغان أمام عينيه تلك المشاكل التي تعاني منها تركيا وسعى جاهداً في سبيل القضاء عليها أو الحد منها وفق رؤية اقتصادية واجتماعية محكمة تمثلت في الآتي:
1) معالجة مشكلة المياه:
- أسس شركة SKI أسكي وتتبع بلدية اسطنبول، وتم اختيار أصحاب الكفاءة في مجال المياه والمخلصين  في عملهم، على أن تكون طبيعة عملها خاضعة لقانون الشركة دون الرجوع إلى المجلس البلدي الذي يسيطر عليه العلمانيون حتى لا يعارضوه ويفشلوا نجاح المشروع.
- بعدها طلب تقريراً عن حاجة اسطنبول من المياه والسدود لتستوعب هذه المياه فأجاب الخبراء بضرورة إنشاء (7) سدود بسعة عالية إضافة إلى (4) سدود موجودة من قبل، حينها ثار العلمانيون عليه بدعوى أنه يبدد أموال الدولة (وكانت هذه المرحلة الأولى من الخطة) أما المرحلة الثانية من الخطة فتمثلت في مد خط أنابيب مياه من بحيرة صلنجة إلى الجهات الأخرى.
- دعا الناس بعدها إلى صلاة الاستسقاء (فسخر العلمانيون من ذلك الأمر) فاستجاب الله دعاء المصلين وأمطرت السماء في الصيف بعد أن كانت الأمطار منقطعة منذ 30 سنه وامتلأت السدود، وقد كانوا يستخدمون التلقيح الصناعي للسحب عن طريق الطائرات ولم تمطر فلما أمطرت قال العلمانيون هذا الرجل قريب من ربه.
- تم بناء شبكة أنابيب ضخمة جدا لنقل المياه وأخرى للصرف الصحي وتم إنزال المشروع في مناقصة, فكان أفضل عرض قدمته شركة فرنسية ولما علم أردوغان بالخبر رفض إرساء المناقصة عليها وأرسى العرض على شركة سعودية كونها إسلامية مع فارق السعر.
2) معالجة تلوث الهواء:
 أسس شركة أكداش (لتشغيل وتوريد الغاز الطبيعي) ولأنه استلم ميزانية اسطنبول بمديونية اثنين مليار دولار فقد أمر أردوغان بإيصال الغاز إلى البيوت دون أن يدفع شيئاً من خزينة اسطنبول, فكانت أوامره صارمة ولا يقبل أنصاف الحلول، لذا قررت الشركة الموكل إليها الأمر أن تستورد الغاز من روسيا (وكون الأمر مكلفاً للغاية) فقد هداهم الله لفكرة غاية في الروعة وكانت بحسب ما طلب أردوغان -لاشك أن الله عز وجل إذا علم صدق النوايا هيأ الأسباب ويسرها- فوضع التصور في 1990م وتم تفعيله عام 1994م وكانت خلاصة الفكرة أنه تم التفاوض مع الأحياء الغنية في اسطنبول بدفع إيجار سنة مقدما لمن يرغب في توصيل الغاز إلى بيته، حينها توفرت السيولة الـتي تسمح بالتوقيع الأولي على العقد, وبعدها أعلنت الشركة توقيع العقد لكل الفئات المتوسطة والمحدودة ولكن بالأقساط المريحة, فتوفر الغاز لكل فئات المجتمع وتحولت التدفئة في الشتاء عبر الغاز الطبيعي بدلا من الفحم, فتنفس الأتراك الصعداء وتم القضاء على مشكلة تلوث البيئة والتي كانت من أعقد المشكلات في اسطنبول، وتم تغطية خدمة الغاز لاسطنبول بنسبة 97%.
3) معالجة مشكلة زحمة المواصلات:
أسس شركة EDO وهي أكبر شركة نقل في العالم نقلت 87 مليون شخص في السنة  واستخدمت المسطحات المائية كبديل بين البحر الأسود وبحر مرمرة، وبنت 37 مرفأً ليس لنقل البشر فقط بل حتى لنقل السيارات وسائقيها, كما عملت مترو الأنفاق الذي كان آية في الروعة.
- في عام 2009م تم إنشاء شركتين: شركة SPAK لتصنيع الأجهزة والسيرفرات المطلوبة لتحميل البرامج وشركة لتصنيع البرامج.
- تم تصميم خارطة طرق اسطنبول وتحديد المسارات الأساسية والتقاطعات وغيرها على الشبكة الالكترونية.
خارطة المواصلات


- عمل كاميرات مربوطة بحساسات تقيس الكثافة المرورية ثم تنقلها إلى السيرفرات ومن ثم تبث وتستقبلها الهواتف الجوالة لمعرفة تحليل الكثافة المرورية للسيارات واختيار خط السير أو من خلال الانترنت، فتحلل الكثافة المرورية إلى ألوان، مثلا: 50-70 أخضر, 30-40 أزرق، فحين تدخل على أي لون تحصل على الحركة في شبكة المواصلات.
- عند البوابة الرئيسية بالمطار توجد شاشة الكترونية بها كل هذه المعلومات وتحدث حركة السير كل خمس ثوان.
- الهدف من ذلك كله اختيار الطريق الأسهل, فتيسرت حركة السير وانتظمت بشكل غير مسبوق، ولتوضيح الفكرة أكثر  تحدد مكانك في الجوال (برنامج يحمل على الجوال وهو نظام خاص بالبلدية) والمكان الذي ستذهب إليه للمفاضلة بين  الأقصر مسافة أو الأقل زمنا فيرسم المسار لتتبعه.
- وخيار آخر عندما تكون مدة الوصول 20 دقيقة أخبرني، أي عندما يخف الزحام، وتعتبر تركيا أغلى دولة في العالم في سعر البنزين فساعد هذا الأمر كثيرا في تخفيف أعباء المجتمع.
- الحافلات صارت أسرع من السيارات وذلك لتخصيص مسارات خاصة لها لا يقف أمامها شيء فانخفض زمن الذهاب والإياب للموظفين من ثمان ساعات ونصف إلى ساعتين مع فارق توفير البنزين.
- تم ابتكار البطاقة الذكية أو الفيش الكهربائي الذي يُشحن بوحدات تستخدمها في جميع وسائل النقل (المترو، القطار الكهربائي، الحافلات وبعض السفن) كما أنه يوجد قارئ يحدد عدد الركاب بالحافلة، ومن خلال جهاز التحكم يتم برمجة حركة الحافلات حسب الازدحام.
- تخصم قيمة المسافة فقط التي قطعتها في الحافلة وليس قيمة المسافة كاملة التي في مسار الحافلة. 
مترو الأنفاق في اسطنبول

4) معالجة مشكلة السكن:
كوّن شركة KEBTASH للتسويق العقاري تحت شعار (كل شخص يملك بيتاً) فتم تخصيص منطقة قريبة من المطار لبناء مجمع سكني يحوي 5000 وحدة سكنية منحة من الدولة، وتمت على مراحل:
المرحلة الأولى: أعلنت شركة KEBTASH أنها ستبني 5000  وحدة سكنية لمن (ليس له بيت وهو فقير) ومن تنطبق عليه المعايير المحددة والمقرة يقدم طلباً للشركة, فتقدمت حينها 52 ألف أسرة لطلب بناء سكن.
البناء سيتم خلال سنتين بالآلية التالية:
يدفع كل فرد 250 دولار تقسط لمدة 12 سنة وكلفة البيت (36000 $).
رسوم أساسية 100 $ على كل أسرة × 52000 = 5,200,000 دولار حيث وفر السيولة الأولية للبناء.
* تم دعوة المتقدمين إلى الأستاد الرياضي وحضرت الحكومة وتم السحب بالقرعة وكان يُبث مباشرة عبر القنوات الفضائية الرسمية.. إنها شفافية غاية في الروعة.
فكانت نتائج القرعة مؤثرة إلى حد كبير فحينما يفوز أحدهم بالطلب فمنهم من كان يقفز من الفرح.. وبعضهم يُغمى عليه وآخر يقفز فوق المنصة ويعانق أردوغان بحرارة.
المرحلة الثانية: تم بناء 7500  وحدة سكنية.
المرحلة الثالثة: تم بناء 12500 وحدة سكنية.
المرحلة الرابعة: تم بناء 17000 وحدة سكنية.
بعض تلك الأسر الفقيرة بعد استكمال الوحدات السكنية تؤجر غرفة في مسكنها للسياح بـ 400 $ في الشهر فصار يدفع من هذا الإيجار القسط الذي عليه للدولة وهو 250 $ والباقي صار ربحا له، فالمحصلة النهائية للسكن صارت مجانا للفقير بحكمة بالغة في الروعة.
وبعدها قامت الشركة بتعميم الفكرة على تركيا كلها ووصل حجم البناء 750,000 وحدة سكنية خلال 7 سنوات، والأعجب من ذلك أن الشركة أعلنت أنها ستبني 1300 وحدة سكنية لمن ليس لديهم دخل (عاطلين عن العمل) وقسطها 100 $ شهرياً.
* تدفع الشركة عن العاطل الأقساط لمدة 6 شهور وخلالها يقوم بالبحث عن عمل، ما لم يجد يفقد حقه في امتلاك البيت، أو تقوم الشركة بتأمين عمـل له في شركة المواقف إذا أثبت جدارته بالتدريب على ذلك العمل ويحصل على راتب 600 $ ويُخصم منه 100 $ قسطاً للسكن.
5) معالجة مشكلة تلوث مياه القرن الذهبي:
- عمل لقاء مع مستشاريه والمختصين في البيئة.
- تقدمت مجموعة شركات لحل المشكلة وفحصوا الخليج ووصلوا إلى خيارين:
الأول: لا يمكن إعادة المياه للخليج كون الأحياء البحرية قد ماتت فيه.
الثاني: يتم ردم الخليج ويصبح مواقف للسيارات.
فأصر أردوغان على أن يعود القرن الذهبي مثل سابق عهده، فلما أعادوا تحليل المشكلة وجدوا أنها تكمن في القمامة والمخلفات التي تُرمى من المصانع والبيوت العشوائية الموجودة على ضفاف القرن الذهبي مع عدم وجود تجديد للماء فكان الحل تبعاً لذلك يتمثل في:
* إزالة المساكن والمصانع ونقلها بعيداً.
* إزالة الأتربة والمخلفات الممتلئة بالميكروبات من الخليج من خلال وضع منصات تطفو على الماء وفيها رافعات لها أذرع طويلة فأزالوا 2 مليون طن من التراب والمخلفات واستخدمت كسماد للحدائق.
* وضع طوربينات في نهاية الخليج ومضخات لعمل تدوير للماء لمدة 2-3 ساعات.
حاليا صار القرن الذهبي من أجمل المواقع في اسطنبول ويوجد به:
- متحـف لجميع الآثار التركية (ميناترك).
- قصر المؤتمرات والمعارض.
- مركز حزب العدالة والتنمية.
- جمعية مجلس رجال الأعمال الأتراك (الموسياد) وفي عضويتها 5000 عضو يمثلون 15000 شركة  تحت مظلة حزب العدالة والتنمية.
- نمت الاستثمارات فيه بشكل كبير.
6) معالجة مشكلة القمامة:
بدأ العمل بحملة إعلامية تثقيفية كبيرة يتم من خلالها غرس القيم الإسلامية كحديث (النظافة من الإيمان) حيث كتبوه وعلقوه في كل مكان حتى على السيارات التي تجمع النفايات, مع توفير إمكانات النظافة، فصارت اسطنبول من أروع المدن عالميا وربما صارت الآن ثالث أجمل مدينة في العالم.
والأغرب من ذلك ما ذكره الأستاذ أحمد الشقيري في برنامجه (خواطر 6) من أنهم استفادوا من القمامة في اسطنبول واستثمروها، فولدوا منها طاقة تكفي لإنارة 100 ألف منزل من خلال تسيير 500 شاحنة كبيرة يوميا محملة بالقمامة من المدينة وتُفرش بها الأرض في منطقة منعزلة، ثم توضع الرمال فوقها حتى يُمنع عنها الأوكسجين لمدة عامين، وخلال تلك الفترة تقوم أنابيب كبيرة  بشفط غاز الميثان من القمامـــة وتحويله إلى مصنع لإنتاج الكهرباء.
7) معالجة مشكلة الرشوة:
قاموا بتدوين حديث (الراشي والمرتشي في النار) وعلقوه في كل مكان داخل الدوائر الحكومية، وأنشئوا المائدة البيضاء وهي عبارة عن طاولة طويلة في صحن ديوان بلدية اسطنبول ثم صاغوا  دليلاً إرشاديا لكيفية تقديم الخدمات للزائرين، وجمعوا في هذه الطاولة جميع مدراء الأقسام في البلدية، وفي حالة وصول صاحب المعاملة يتم استقباله بحفاوة وتؤخذ المعاملة من قبل أفراد مكلفين بذلك فيما هو يستريح في الاستقبال وتقدم له القهوة التركية والعصائر، ولا يكاد يمر زمن يسير إلا وتقدم له أوراقه جاهزة، متجاوزين بذلك مرحلة قاسية تستغرق فيها المعاملات حينها يوما كاملا في السابق مع ما يخسره المواطن من أمواله كرشى لمراحل المعاملة, فشعر الناس بانقلاب هائل في المعاملات لم يكونوا يألفوه أو يتخيلوه.
8) معالجة مشكلة التضخم:
لما تولى أردوغان قال قولته الشهيرة: (سنقطع اليد التي تثقب هذه الجرة) ولما سئل كيف حققتم هذا النمو السريع في الاقتصاد؟ قال: قفلنا مناخير الفساد.
إضافة إلى المعالجات التي ذكرناها آنفا والأهم من ذلك هو تمكين أهل الكفاءة والخبرة والنزاهة من مفاصل السلطة، لقد بلغت نسبة التضخم في تركيا عام 2002م 1170% وانخفضت إلى 7.6% في عام 2007م فيما كانت نسبة النمو 2.2% في 2002م فارتفعت إلى 9.8% في 2007م.
وكذلك كان حجم الصادرات 30 مليار في 2002م فارتفعت إلى 130 مليار.
وكان متوسط دخل الفرد 3150$ فارتفع إلى 10990$ ولديهم طموح في أن يصل إلى 15000$ فتعززت العملة بعد ذلك حتى صار الدولار الواحد يساوي 1.15 ليرة بدلا من  1,76,0000 ليره.
إن الحديث عن شخصية بهذا القدر والتأثير لا بد أنه ذو شجون وفيه تفاصيل كثيرة لا يتسع بكل تأكيد المقام لتناولها في هذه العجالة، لكن لعلنا نخلص إلى جزء ولو يسير من أسرار التغيير في تركيا والمتمثلة في التالي:
1) ما قاله أردوغان حينما سئل عن ذلك (لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه إنه الإيمان، لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام) يؤكد بلا شك أن تركيا قد نحت منحى آخر يختلف تماماً عما كانت عليه قبل خمسة أعوام وهو ما لامس الحياة في المجتمع التركي في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية... إلخ.
2) البناء الإيماني والتربوي الصارم والراسخ لكثير من شرائح المجتمع وخاصة طلاب الجامعة، فقد سألتُ أحد العاملين في حقل الدعوة عندما كنا في زيارة لأحد مساكن الطلاب في اسطنبول عن سر هذا التمكين الذي حصل للتيار الإسلامي في بلد نخر الفساد في كل أركانه.. فرد عليّ قائلاً: إن هذا لم يأت من فراغ وإنما جاء من البناء التربوي العميق منذ قرابة الثلاثين عاماً، وخاصة من خلال التعليم. ولقد لمست هذا الأمر في ذلك السكن، حيث أنهم يلزمون الطلاب الساكنين في اسطنبول بالسكن يومين في الأسبوع مع معلميهم في ذلك السكن لاستكمال البناء التربوي من قيام ليل جماعي وغيره.
3) التركيز على التعليم من خلال إنشاء المدارس والجامعات والمعاهد الخاصة التي ربما بلغت  الآلاف.
4) التركيز على بناء الإنسان كما ونوعاً جعل منهم محبين لدينهم مغرمين بالتغيير من خلال مواقعهم وتخصصهم, فيتهيئون دوما للارتباط بالله واستمداد العون منه مع نكران الذات.
5) الاهتمام بالإعلام بكل أشكاله (القنوات الفضائية, الصحف, المجلات, الكتب...) كونه أقوى وسائل التأثير، ويكفينا إذا علمنا أن أحد التوجهات الإسلامية وهم النورسيون يمتلكون تسع قنوات فضائيه وهي التي ربما لا تمتلكها دول بحالها.
إن أحداً لم يكن يتوقع قط أن يخرج من بلاد كانت حتى الأمس القريب دمية بيد الغرب وإسرائيل مثل تركيا، بطل اسمه رجب طيب أردوغان سيخلّد التاريخ اسمه بأحرف من نور.
ــــــــــــــــــــــ
 رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بحضرموت - فرع المكلا
|